كيف أصبح أذكى؟


ما هو الذكاء؟


الذكاء عامةً مصطلح يتم تأويله بأشكال عدة لكن الأبرز هو أنه القدرة العالية للعقل على القيام بمهامه بتفوق على بقية الأقران وهناك أنواع عدة للذكاء وتصنيفات كثيرة ومن ضمنها الذكاء المكتسب والذكاء الوراثي مع التحفظ على ذلك التصنيف لكن قد أثبتت دراسات أنه يمكن للإنسان أن يزيد من نسبة ذكائه فحتى لو لم يكن وراثيًا يمكنه أن يجعله ببساطة مكتسبًا عبر عددٍ من الخطوات


كيف أعزز من ذكائي؟

خمس خطوات لتعزيز الذكاء:


  • تحدى عقلك!

ويكمن ذلك بالخروج بعقلك خارج منطقة الراحة بتحديه كحل الألغاز والألعاب المعقدة كمكعب الروبيك أو السودوكو أو الشطرنج. ويمكنك أيضًا تحدي عقلك بالنشاطات الفنية التي تحيي الحس الفني لدى الفرد الذي هو بدوره نوع من أنواع الذكاء المتعددة فيمكنك أن ترسم أو تنحت أو تخط، كلها تقوم بالغرض المتكمن في صقل مهارة تعزز الفكر لدى الفرد، وتوسع القدرة على حل المشكلات والتفكير خارج الصندوق فتصبح أسرع وأكثر فاعلية. والنشاطات الفنية لا تقتصر على الحرف فقط، بل تمتد لتشمل كتابة القصص وتأليف الشعر والقصيد والنثر أيضًا، فكلها تصب لصالح تعزيز ذكاء الفرد بأنها تجبر العقل على القيام باختراع مواقف وحوارات وشخصيات وبيئات متعددة ما يجعلك مفكرًا أفضل، ويحسن أيضًا ذكاءك اللغوي، ويمكن من التعبير بفاعلية عن نفسك وأفكارك.


يشمل تحدي العقل أيضًا نقطةً مفصلية بتأثيرها ألا وهي الرياضيات فبالرغم من عدم تقبلها لدى الكثر لكن حين التمرن عليها يُكسر ذلك الحاجز المستثقل لها، عن طريق إجراء عمليات الحساب الذهني والتمعن في العمليات الحسابية المكتوبة وفهمها، وهي فعلًا تستحق العناء؛ فهي تجعل عقلك يعمل بجد ويكون روابط عصبية تساعد على تنمية الفكر بشكل أكبر.




  • طور مهاراتك الاجتماعية

المقصودة هنا هي المهارات الاجتماعية المطورة للذكاء فيمكن القيام بذلك بتبسيط المفاهيم المعقدة لمن يستمع لك فليس الذكي من يذكر ما لا يقدر على استيعابه غيره، بل العبقري بحق هو القادر على تبسيط الأفكار والمفاهيم المعقدة لأمور سهلة خفيفة ولينة على عقل المستمع. يمكنك تطوير مهارة التبسيط بكثرة الشرح للآخرين وتسهيل وتيسير لا تعسير المفاهيم لهم بطريقتك الفريدة التي يمكن أن تخصصها حسب أسلوبك الشرحي، ولا بأس بأن لا يكون لديك أسلوب مميز في الشرح فالبداية لا تكون مثالية دائمًا لكن مع الاستمرارية النتيجة المرضية حتمية الوقوع بإذن الله.

أيضًا يمكنك أن تكون مستمعًا بحق فقد خلقك الله بالأساس بأذنين وفمٍِ واحد فيجب أن تستمع لمن حولك حتى وإن لم تكن توافقهم الرأي لتستطيع فهم ما يدور بعقولهم ونمطية طريقة تفكيرهم فيجب أن تكون بذهنٍ متفهم وتوقن بأن كل شخص لديه ما يعلمك، وفي المقابل يمكنك الإكثار من طرح الأسئلة التي تدعم سياق الحديث فعلًا ولا تبرز المشاحنة والنزال على فكرة ما وتبين رغبتك حقًا في الفهم. ولتجمل محادثاتك وتثري نقاشاتك يجب عليك أن تكون لطيفًا حسن الكلم مع الناس فهي من ناحية أخرى دليل على ذكاءك وعلو قدرك فكما ذكرنا سابقًا لديك الكثير مما يجب أن تتعلمه من الناس فهذه خطوة مباركة لذلك الطريق الواجب السعي فيه. كونك لطيفًا في الحديث مع الناس غير أنك تؤجر عليه عند ربك يمكنك من ملامسة قلوب من تحادث بيسر فتتمكن من معرفة حياتهم وخبراتهم.. هكذا تكون حققت أقصى استفادة من نقاشك أو حتى حديثك الاعتيادي مع الناس



  • تعلم ذاتيًا

التعلم الذاتي أصبح من أكبر مهام العصر على الفرد ليكون واعيًا بمجريات ومتغيرات العالم حوله فيجب على الفرد أن يثقف نفسه غير التعليم الأكاديمي فيفهم محيطه البعيد والقريب ويبدأ بطرح التساؤلات من أتفهها إلى الوجودية. وضمن تلك العملية يجب عليك أن تقوم بإثراء حصيلتك اللغوية بالمفردات والمصطلحات العديدة ويكون ذلك عن طريق الاستهلاك للمحتوى المفيد وفهم كل كلمة وهذا سهلٌ جدًا في هذا الزمن فيمكنك البحث على جوجل مثلًا وإظهار جميع التفاسير للكلمة بأي لغة تشتهي.. بأي تأويل تريد، ومن الضروري ذكر أن القراءة من أهم ما يعلم ويثقف الإنسان لحدود عالية فقراءة مجموعة متنوعة من الكتب كفيل بنقل إدراكك المعرفي لمستوى آخر وأيضًا كفيل بإثراء حصيلتك اللغوية.

من الجدير بالذكر أن البرامج المرئية التعليمية او التثقيفية مفيدة إلى حدٍ ما لكن ينصح بالمكتوبة لجودتها وتعويدها للدماغ على قصر الدوبامين المتشبعة منه منصات التواصل الاجتماعي، غير أن الكثير من الوثائقيات اليوم أو البرامج المرئية التثقيفية بشكل عام تكون تجارية هدفها الأسمى تحصيل المال من مشاهدتك لإعلاناتهم من دون الخوض في غرس الأجندة المنحازين لها. عند تحصيل كم لا بأس به من المعرفة المكتسبة يجب المحافظة عليها بأجراء وصلات عصبية وذلك بكل بساطة يتم بواسطة توظيف المعرفة المكتسبة بتضمينها في الحديث أو شرحها للغير أو حتى العمل عليها بحيث تكون حاضرة في مواقفك الحياتية.



  • اصنع عادات مفيدة

صنع العادات مهم جدًا فهناك كتاب كامل يتناول فسافس العادات "العادات الذرية" ويعد من أهم كتب التنمية الذاتية في القرن الواحد والعشرين! وذلك وإن دل، دل على أهمية العادات في حياة الإنسان حتى وإن صغرت وبدت كأنها تافهة لكنها فعلًا فعّالة. ومن العادات الجيدة لتبنيها الإكثار من الأسئلة والتشكيك في المسلمات يجعل المرء أكثر وعيًا بمسببات ما حوله ولو أن هناك أمور نقلية، ولكن حتى هي بها من المسببات الكثير المستحق للتفكر. عادة تحديد الأهداف الاسبوعية مفيدة للغاية بجعلك على دراية بمجريات انتاجيتك ونقاط ضعفك ومشتتات تركيزك ومضيعات وقتك، بعد تحديد ذلك الأمر الذي يتطلب عددًا من الأسابيع لتحديده حاول العمل بجد للقيام أهدافك الأسبوعية وذلك لن يتم إلا بكونك منظمًا في عملك وحياتك عامةً، وفي ظل ذلك التنظيم الصاب في إنتاجيتك حاول إضافة بعض الوقت للتعلم اليومي الذي تظهر نتائجه على الأمد الطويل وفي غالب الأحوال مع التفكر على الأمد القصير أيضًا.



  • وسع نظرتك

توسيع نظرتك للحياة عمومًا يشمل وعيك بالبيئة المحيطة بك والبيئات المحيطة بك ولو بشكل جزئي ومما يدعم ذلك تعلم لغة أخرى فغير أنه يثري حصيلتك اللغوية ويعزز الترابط العصبي بدماغك وينتهج لعقلك طرقًا إضافية للتفكير فإنه يجعلك مطلعًا على أشخاص وأفكار ومعتقدات جدد ولكي تستخلص من تعلم لغة ما أكبر ما يكون من الفائدة اذهب لمكان جديد يتحدث تلك اللغة لتفهم الثقافات الأخرى، فكن دومًا مستعدًا لتعلم المزيد فلن تموت إلا وأنت لم تدرك حتى الجزء القليل من علم هذا الكون المهيب.




ترجمة وتعقيب: صالح النجراني

المصدر
أحدث أقدم